موضوع: أمتحان اللغة العربية لـ «التاسع» لا يتوافق مع عادات المجتمع الجمعة مارس 09, 2012 12:09 pm
أمتحان اللغة العربية لـ «التاسع» لا يتوافق مع عادات المجتمع
أثار امتحان مادة اللغة العربية للصف التاسع، الذي قدم ضمن برنامج الاختبارات الوطنية في المدارس الحكومية أخيراً، اعتراض عضوين في المجلس الوطني وآباء طلاب، معتبرين أنه يرسخ قيم ومفاهيم هدّامة، غير متوافقة مع عادات وتقاليد المجتمع المحلي، مطالبين الوزارة بمزيد من التدقيق على محتوى الاختبارات تحاشياً لآثارها السلبية على أبنائهم.
وأفادت المديرة التنفيذية للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم، شيخة الشامسي، بأن الوزارة شكلت فريقاً وطنياً من الميدان التربوي، من الموجهين والمعلمين، إضافة إلى مختصين في الوزارة لتقييم مفردات الاختبارات الوطنية وتولي مهمة مراجعة ومواءمة مفردات الاختبار.
أكثر جاذبية
تحدثت الورقة الامتحانية موضع الخلاف، عن شخص، اسمه شفيق، أجنبي الهيئة، يتحدث عن نفسه قائلاً ، أنه الشخص الأكثر جاذبية في العالم، وأنه يقضي وقتاً طويلاً كل يوم في الحفاظ على جمال مظهره، وأنه شخص وسيم للغاية، واستيقظ هذا الصباح فقط ليشاهد وجهه في المرآة، لأنه يريد أن يكون في أبهى صورة، كونه دعى أصدقاءه للعب معه.
وقال عضو المجلس الوطني، سلطان المؤذن، إنه تلقى شكاوى من آباء طلاب بشأن امتحان اللغة العربية للصف التاسع، وبعد اطلاعه عليه، تبين أن الاختبار يحتوي على أخطاء جسيمة، لا يليق أن تقع فيها وزارة التربية والتعليم، وأبدى اعتراضه على طبيعة الفقرة الموجودة في مقدمة الامتحان، والتي لم تراعِ عادات وتقاليد المجتمع المحلي.
وأضاف: تتحدث الفقرة عن شخصية متناقضة تماماً مع ما تربى عليه أولادنا، وبدت الغرابة في الفقرات التي كتبــت بهــا، والتي تدعو في مضمونها الطــلاب إلى الاقتداء بشخصية أبعد ما تكون عن تعاليم الديــن الإسلامي والأخــلاق الــتي يجب أن ينشأ عليها الطلاب، متسائلاً: هل يعقل أن يتعلم الطلاب هذه الأخلاقيات؟
مراعاة الهوية
أكد المؤذن ضرورة مراعاة الهوية الوطنية في تلك الاختبارات، خصوصاً وأن الطلاب يعيشون بين جنسيات عدة، ويتعرضون لثقافات مختلفة، ما يجعل لزاماً على وزارة التربية أن «تسعى إلى تعزيز مفاهيم الهوية الوطنية، بدلاً من محوها، كما جاء في هذا الاختبار».
وأشار إلى أنه إذا كان من الضروري الاقتباس من الثقافات الأخرى لأمور، فيجب أن تؤخذ إيجابيات تلك الثقافات، والبعد عن سلبياتها، مطالباً بضرورة إخضاع تلك الاختبارات للرقابة من قبل فريق وطني مختص، تحاشياً لتكرار ما حدث في هذا الاختبار.
تداعيات سلبية
ذكر عضو المجلس الوطني، عبدالله الشحي، أن من وضع هذا الاختبار يريد أن يحقق هدفاً معيناً، وليس مجرد اختبار فقــط، خصوصاً أن الطــلاب في هــذه المرحلــة العمرية يتأثرون سريعاً بمثل تلك الأمور، مشيراً إلى أنه إن لم يتم الانتباه إلى تلك الأخطاء، فستكون لها تداعيات سلبية كبــيرة على أخلاق وسلوكيات الطلاب مستقبلاً.
وتابع أن مضمون الاختبار لا يمكن السكوت عنه، مشيراً إلى أنه «إذا تم تجاهله هذه المرة فبعد مرور سنوات، ستدور الاختبارات عن شخصيات هندية، بعاداتها وتقاليدها، ولن يمت ذلك إلى الهوية الوطنية بأية صلة».
وطالب بضرورة إخضاع هذه الاختبارات للرقابة المشددة من قبل وزارة التربية، حفاظاً على سلوكيات الطلاب، ومخافة التأثير السلبي لمثل تلك الأخطاء التي يعتبرها فادحة.
تدقيق
ذكر والد طالب في الصف التاسع، يدعى سالم.أ، أنه صعق بمجرد اطلاعه على نسخة من الاختبار الذي قدم لولده، ضمن برنامج الاختبارات الوطنية، مؤكداً أنه شعر بالخوف من تداعيات الفقرات والكلمات التي ذكرت على لسان الشخصية موضوع الفقرة، وحرص على توعية ابنه حول خطورة هذه الكلمات، وحول ما يجب عليه فعله.
وطالب والد طالب في الصف التاسع، يدعى محمد.م، وزارة التربية بالتدقيق في مضمون ومحتوى ما يقدم لأولادنا، وعدم ترك الأمر لمعلمين وموجهين أجانب ليعد كل منهم الاختبار وفق ثقافته، محذراً من خطورة إهمال مثل تلك الأمور على الطلاب مستقبلاً.