موضوع: صديق لم يمت (قصة قصيرة) بقلم بشار الظروف الأربعاء سبتمبر 07, 2011 7:45 pm
صديق لم يمت في ذاكرتي صديق لم انسه ولن انـسى ذلك اليوم يا صديقي ذلك اليوم المشؤوم .اتذكر الايام الجميلة ايام صبـانا اتـذكـر تلك الايام كنا نسهر مع بعضنا طوال الليالي كنا نـحـمل اوزار بعضـنا كـكـفـتي الميزان يحمل كل منا الثقل عن الاخر فأنت جزء مني وانا جزء لا اتجزأ منـك ،اوتـذكر حين كنا نجلس مـن العصر حتى العشاء لنـرى الـجـبال تأكل الشمس عند الـغروب ،يا لتلك الايام ليتها تعود كنت اشكو لك همي ،كنت تعرف كل اسراري لم يكن لي صـديـق غيـرك فـأنا كـنت في حاجـتك دوما ومع ذلك لم استطع الدفاع عنك حين أخذوك مني . كنت ارجع الى البيت مساءً الكل كان يظن بي السوء،ولكن عندما اقول لهم اني كـنـت معك كانوا يـضـحكون يسخرون مني ،كنت أظنهم لا يحبونك لكن عندما أُخـذت دافـعوا عنك وحاولوا حمايتك لكنهم لم يـسـتـطـيـعوا .لماذا نحن هـكذا لا نشعر بقيمة الشئ الا عندما نفقده؟ الأمـل فـي قـلبي حـيٌ يـنـتـظـرك . الأمـل لـم يـمـت مـع ان الانـتـظـار طـال .لـيـتـنـي أسـتـطـيـع الالتقاء بك مرة أخرى، إشتقت الى رائحة عطرك الزهية وعـبـيـرك الزاكي الذي لم أستطع نسيانه ارجوك أن تعد يا صاحبي . يا لوقاحتي فأنا ارجوك أن تـعود لي مـع ان امر عـودتـك بيدي ،يا لوقاحتي فبيدي استطيع ارجـاعك ،لكن ان كـنـت أملك قلبا فقلبي فقط ليشتاق ويهوى . فـقـلـبي لا يـسـتـطيع التصميم والعزم او بالأحرى ليس لديه القوة الكافية لإتخاذ القرار. ليس لديه الشجاعة الكافية .ليت الشـجـاعـة تـشـتـرى . لا هيهات أن تشترى الشجاعة ، لكان خالد بن الولـيد اغـنـى رجل في البشرية ،لكن الـشـجـاعـة تأتي إن اراد المرء أن يـكـون شـجـاعـا قولا وفعلا واصرار وتضحية من أجل الغاية النبيلة . ومع ذلك لم أستطيع فقلبي يعذبني ففـي كل مرة يدق فيها أحـسه يقول لي "كيف تغدر بصاحبك " آخ لهذه العـضلـة فيها كل شئ إني بـسـببها لا استطيع النوم . اني في كل يوم اتذكر الـمـشـهـد حـيـن أخـذوك أمام عيـنـي كنت صغيرا حينها ومع ذلك لم أنساك ،ولن أنساك فأنت دائم في قلبي وحتى إن تفجر قلبي فجزيـئـاتـه المتحطة الساقطة على الارض ستكون إسمك عليها . ليـت أحـد يـسـتـطـيـع مساعدتي لإرجاعك ،ولكن هل يوجد في وقتنا هذا من لديه قلب فيه الشجاعة والـتـصـمـيـم والارادة والـكرامة معاً أين نجد مثل هؤلاء .فهؤلاء شبـه أنـقرضـوا من الـبـشـرية . أونحن رجال ؟ فإن كان عـمـر بـن الـخـطـاب وصـلاح الـديـن هم رجالاً فنحن ماذا ؟ أونحن رجـال الى جـانب هـؤلاء؟ فعلى هذا القياس الدنيا خالية من الرجال الأن . ماذا أفعل يا صـديـقي ان لـم أجـد مـن يـساعـدنـا . أجبني يا صديقي أجبني يا وطني أجـيـبـيـني يا فـلـسـطـيـن وهل من صديق أعز من الوطن نأخذ منه ولا يأخذ منا لكنه أخذ منا . جبالك يا فـلـسـطـين تصيح بصوت عال أين أنتم يا رجال أين أنتم يا من كـنـتـم تـرونني آكـل الـشـمـس في الـغروب وبـيـارتـك يـا صـديـقي لم تـعد تـحمل الـثمار بل إنها تحمل الاحزان ليت أيامنا تعود ليتني يا صاحبي أستطيع أن أقطع النهر من ضفته الشرقية للغربية كما قطعـها موسى _عليه السلام _ لكنك يا صاحبـي ستـعود وان لم تعد اليوم ستعود غدا ،وانا بإنتظارك وحـيـن تـعود سيكون لنا أصـدقاء جدد بعد أن عرفوا قيمة الوطن